نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 279
ومبادئها ، بقواعد البيت التي هي أصل بنائه وأول إنشائه . وشبه فروعها المستطيلة إلى أوساط السماء ، وأعاليها البعيدة عن الآفاق ، بفروع الشجرة الباسقة التي هي ملتف أوراقها ، ومزدحم أفنانها . يقال : بسقت الشجرة والنخلة تبسقان بسوقا إذا طالتا ، وكل باسق طويل . وفي التنزيل : " والنخل باسقات لها طلع نضيد " . وشبه مستدارها في السماء عند استوائها ، بالرحا المستديرة على قطبها . ومن ذلك قيل : رحا الحرب ، وهو الموضع الذي يستدار فيه للمعاركة والجلاد ، والتفاف الرجال بالرجال . ومنه قول سليمان بن صرد الخزاعي في حديث له : أتيت عليا عليه السلام حين رفع يده عن مرحى [1] الجمل ، يريد عن مجثم [2] تلك الحرب بالمكان المخصوص الذي دارت به رحاها ، وبلغت فيه منتهاها . وعلى ذلك قول الكميت بن زيد يصف السحاب : كأنما الزجر والصهيل به مر * حي مراس الحروب ذو اللجب [3]
[1] الجمل : المراد بها وقعة الجمل التي كانت بين أنصار الامام على ومعاوية رضي الله عنهما ، ومرحاها : مدارها أي المكان الذي دارت فيه ، كأنها الرحى التي تدور والعرب تشبه ، الحرب والقتال فيها بدوران الرحى . [2] المجثم : اسم مكان من جثم بمعنى برك شبهت الحرب بالجمل ونحوه . [3] الزجر والصهيل : المراد بهما الأصوات التي تنبعث من السحابة من حفيف حبات المطر أثناء سقوطها وزمجرة الرعد الذي يصاحب المطر . والمرحى : مصدر ميمي بمعنى دوران الرحى ، والمراس : مصدر مارس ، والمراد قتال الحروب ، واللجب : الضوضاء والأصوات المرتفعة . يقول الشاعر كأن الأصوات العالية والقعقعة دوران الحروب وما يصاحبها من ضوضاء .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 279