نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 273
مأخوذ من اسم دويبة يقال لها الوحرة وجمعها وحر [1] ، وهي شبيهة بالحرباء . وقال بعضهم : هي تشبه العظاء [2] ، إذا دبت [3] على اللحم فأكل منه إنسان وحر صدره ، أي اشتكى داء فيه [4] ، ويقال : إنها شبيهة باليعسوب [5] الأحمر تسكن القليب والآبار . قال الراجز : في كل يوم قربة موكره * يشربها مرية كالوحره [6] فشبه عليه الصلاة والسلام ما يسكن في صدر الانسان من الغش والبلابل ، ويجول في قلبه من مذمومات الخواطر ، بهذه الدويبة المنعوتة ، فكأنه عليه الصلاة والسلام شبه القلب بالقليب ، وشبه ما يستجن فيه من نغله ، بما يستجن في القليب من وحره [7] .
[1] قال في القاموس : " الوحرة محركة وزغة كسام أبرص ، أو ضرب من العظاء لا تطأ شيئا إلا سمته " اه . [2] العظاء : بفتح العين جمع عظاية ، وهي دابة كسام أبرص ، وسام أبرص : هي ما يسميه الناس البرص أو البريصة على اختلاف التسمية في البلاد . [3] دبت على اللحم : مشت عليه . [4] أي تسمم من سم الوحرة ، فيقال وحر . [5] اليعسوب : ذكر النحل : أو أميرها أو كبيرها . [6] الموكرة : المملوءة ، يقال وكر الاناء ووكره بتشديد الكاف : إذا ملاه ، والمرية : السهلة السائغة ، والوحزة : الدويبة المعروفة ، وهي تأكل من كل شئ ، فهو مري عندها . [7] ما في الحديث من البلاغة . في الحديث استعارة تصريحية في وحر صدره ، حيث شبه ما يكون في الصدر من الضيق والحقد بسم الوحرة ، بجامع الافساد في كل ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 273