نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 204
ألا إن الغضب جمرة
العلم رائد والعدل سائق
الصلاة والسلام جعل اهتياج الطبع ، واحتدام الغيظ ، بمنزلة الجمرة التي تتوقد في جوف الانسان ، فيظهر أثر اتقادها في احمرار عينيه ، واختناق وريديه ، فلا تزال كذلك حتى يطفئها برد الرضا ، أو عواطف الحلم والبقيا [1] . 161 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " العلم رائد ، والعدل سائق ، والنفس حرون " وهذا الكلام مجاز ، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام شبه علم الانسان بالرائد الذي يتقدم أمام الحي فيدلهم على المنزل الوسيع ، والمرعى المريع ، لان العلم يأخذ بصاحبه إلى المناجى [2] ، ويعدل به عن المغاوى [3] ، وشبه العقل بالسائق يحث الانسان على سلوك النهج الأسلم ، وبحمله على الذهاب في الطريق الأقوم ، وشبه النفس بالدابة الحرون [4] ، لأنها تتقاعس [5] عن
[1] البقيا : البقاء : أي لولا عواطف البقاء : أي الحياة . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الغضب بجمرة تتوقد في جنب ابن آدم بجامع إحداث الألم وظهور الأثر في العينين والأوداج ، وحذف وجه الشبه والأداة . [2] المناجى جمع منجاة : وهي مكان النجاة . [3] المغاوى جمع مغواة : وهي مكان الغواية . [4] الدابة الحرون : هي التي إذا أريد جريها وقفت ، والمصدر الحران بوزن كتاب ورغاء ، يقال حرنت الدابة تحرن من باب نفر وكرم ، والحران خاص بذوات الحافر . [5] تتقاعس : تتراجع .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 204