responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 175


حبك الشئ يعمى ويصم . . .

تنام عيناي ولا ينام قلبي . . .

كما أن العاض بنواجذه على الشئ الذي يتأتى فيه القطع يلزمه أشد اللزوم لقوة العوازم ، واستحصاف اللوازم [1] .
136 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " حبك الشئ يعمى ويصم " ، وهذا مجاز . لان الحب للشئ على الحقيقة لا يعمى ولا يصم ، وإنما المراد أن الانسان إذا أحب الشئ أغضى عن مواضع عيوبه كأنه لا ينظرها ، وأعرض عن الملاوم والمعاتب من أجله كأنه لا يسمعها . فصار من هذا الوجه كالأعمى لتغاضيه ، والأصم لتغابيه [2] .
137 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " تنام عيناي ولا ينام قلبي " . وهذا القول عند المحققين من العلماء مجاز . لأنه عليه الصلاة والسلام لو كان قلبه لا ينام على الحقيقة كقلوب الناس لكان ذلك من أكبر معجزاته ، وأبهر آياته ، ولوجب أن تتظاهر الاخبار بنقله ، كما تظاهرت بنقل غيره من أعلامه ودلالته . ومما يحقق



[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه التمسك الشديد بالسنة بالعض على الشئ بالنواجذ بجامع الامساك الشديد في كل ، واستعير العض للتمسك بقوة ، واشتق من العض بمعنى التمسك ، عضوا بمعنى تمسكوا على سبيل الاستعارة التبعية .
[2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارتان تبعيتان في يعمى ويصم ، حيث شبه تغاضى المحب عما في المحبوب من العيوب والمكاره والمستنكرات بالعمى وبالصمم بجامع عدم التأثر في كل واشتق من العمى والصمم : يعمى ويصم بمعنى لا يتأثر على طريق الاستعارة التبعية .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست