responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 168


" ولا تسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم " [1] وهذه استعارة ، والمراد بالبيضة هاهنا مجتمع أمته عليه الصلاة والسلام وموضع سلطانهم ، ومستقر دعوتهم [2] . وشبه ذلك بالبيضة لاجتماعها ، وتلاحق أجزائها ، واستناد ظاهرها إلى باطنها ، وامتناع باطنها بظاهرها . وقد يجوز أن يكون المراد بالبيضة هاهنا المغفر الذي هو من لامة الحرب ، فكأنه عليه الصلاة والسلام شبه مكان اجتماعهم ، ومظنة اتفاقهم والتئامهم ببيضة الحديد التي تحصن الدارع [3] وترد القوارع [4] . وكان شيخنا أبو الفتح [5] النحوي رحمه الله يقول : قولهم فيها الجماء الغفير [6] ، يريدون به البيضة التي هي المغفر وسموها جماء لملاستها [7] وغفيرا لتغطيتها [8] كأنهم بهذا الكلام



[1] هذه قطعة من حديث طويل أوله " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها " الحديث .
[2] في القاموس : البيضة : ساحة القوم ، والمراد أنه لا يستبيح أوطانهم ، فيدخلها غازيا فاتحا ويتحكم فيهم . وعلى ذلك لا استعارة في الكلام ، ويجوز أن يكون هذا معنى ثانيا ، والمعنى الذي ذكره الشريف معنى أول .
[3] الدارع : لابس الدرع ، وهو قميص من حديد يلبسه المحارب ليقي صدره وظهره من الطعنات .
[4] القوارع جمع قارعة : وهي الضربات التي تأتيه من الأعداء .
[5] هو أبو الفتح ابن جنى صاحب كتاب الخصائص وغيره في اللغة والنحو .
[6] تقول العرب : جاءوا جما غفيرا ، والجماء : الغفير ، ويظهر أن في الجملة تحريفا ، والأصل جاءوا يدل فيها .
[7] من معاني الجماء : الملساء .
[8] الغفر : الستر ، ومن ذلك غفران الذنوب : أي سترها ، والمغفر وهو الدرع لأنه يستر صاحبه .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست