نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 164
بامرأته يشكو خلقها فأخذ عليه الصلاة والسلام برأسيهما وقال : " اللهم أر بينهما " وهذه استعارة ، والمراد اللهم قرب بينهما ولائم بين خلقيهما . وذلك مأخوذ من الآري وهي الآخية التي تربط الدابة إليها ، فكأنه عليه الصلاة والسلام دعا لهما أن يكونا كالدابتين على الآري ، في المقاربة والملازمة وعدم النفار والمباعدة . وقد يجوز أن يكون ذلك مأخوذا من قولهم : أربت العقدة إذا شددتها وأحكمت عقدها ، فكأنه عليه الصلاة والسلام دعا لهما بأن يكون عقد الود بينهما فتكون أخلاقهما متوافقة وأحوالهما متلافقة . وقد يجوز أيضا أن يكون ذلك مأخوذا من قولهم : أرى فلان بالمكان إذا قام به ، فكأنه عليه الصلاة والسلام دعا لهما بأن يثبتا على الألفة ، ويدوما على المودة [1] ، والتأري أيضا : التوقع للشئ والانتظار له . قال الشاعر : لا يتأرى لما في القدر يرقبه * ولا يعض على شرسوفه الصفر [2]
[1] ترك الشريف معنى من معنى الأري هو أليق بهذا الحديث ، وهو أريت الدابة إلى الدابة : انضمت إليها وألقت معها معلفا ، أي اللهم ألف بينهما حتى ينضما إلى بعضهما كالدابتين المذكورتين . [2] يتأرى : ينتظر ، والشرسوف : طرف الضلع المشرف على البطن ، والصفر : داء في البطن يصفر منه الوجه . ومعنى البيت : أن الممدوح ليس متلهفا على الاكل ، وليس مريضا بمرض الصفر الذي يعض على أطراف أضلاعه المشرفة على بطنه . ومن معاني الصفر الجوع ، وهو أولى هنا من غيره من معاني الصفر ، أي أن هذا الرجل لا ينتظر طعام القدر ، ولا يعض الجوع على شرسوفه فهو شبعان قانع ، وهذا من صفات السادة . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه التأليف بين الزوجين في عدم انفصالهما ومحبة كل منهما للاخر بالتأليف بين الدابتين في العلف أو في الثبات أو غير ذلك من المعاني التي ذكرها الشريف ، واستعار لفظ التأرية للتأليف ، واشتق من التأرية بمعنى تأليف أر ، بمعنى ألف على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 164