نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 144
على لا حب لا يهتدى بمناره * إذا سافه العوذ الذفافي جرجرا [1] ولكنه عليه الصلاة والسلام جعل صوت جرع الانسان للماء في هذه الأواني المخصوصة لوقوع النهى عن الشرب فيها ، واستحقاق العقاب على استعمالها ، كجرجرة نار جنهم في بطنه على طريق المجاز ، إذ كان ذلك مفضيا به إلى حلول دارها ، واصطلاء نارها ، نعوذ بالله . ولفظ الخبر يجرجر بالياء ، والوجه أن يكون تجرجر بالتاء على قول من رواه برفع النار ، ولكنه لما دخل بين فعل المؤنث وفاعله الذي هو النار لفظ آخر حسن تذكير الفعل للبعد بينهما [2] كما قال الشاعر : * لقد ولد الأخيطل أم سوء * وقد روى في خبر آخر : كأنما يجرجر في بطنه نارا . فالانسان هاهنا فاعل والنار مفعوله . وعلى هذه الرواية فالمراد كأنما يجر في بطنه نارا ، فقال يجرجر طلبا لتضعيف اللفظ الدال على تكثير الفعل
[1] يصف امرؤ القيس طريقا ، واللاحب واللحب : الطريق الواضح ، والمنار : هي المنارة ، وهي مكان النور ، ومعنى ساقه : شمه ، والعود : الجمل المسن ، والذفافي : السريع ، وجرجر : أي صوت علامة على ضجره وملاله ، وكان من عادة العرب أن الدليل العالم بالطريق يشم ترابه فيعلم إن كان سائرا على هدى أو هو ضل الطريق ، فشبه امرؤ القيس جمله بالدليل الذي يشم تراب الطريق ليعلم ضلاله من هداه ، وقد علم الجمل بعد ما شم تراب الطريق بعد الشقة فجرجر وتضجر لذلك . [2] يريد أنه لما فصل بين الفعل وفاعله المؤنث جاز عدم تأنيث الفعل .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 144