نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 109
لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت
إنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك . . . خطاب لعبد الله بن عمرو بن العاص "
وأصل ذلك مأخوذ من التقبض والاجتماع ، يقال : أرز أروزا : إذا كان منه ذلك ، فجعل عليه الصلاة والسلام المدينة كالوجار [1] للاسلام يتقلص إليها وينضم إلى حماها ، لأنها قطب مداره ونقطة ارتكازه [2] . 76 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت " ، وهذا القول مجاز ، لأنه عليه الصلاة والسلام شبه نماء أعضاء البدن بنبات أغصان الشجر لما بينهما من المشاكلة ، لان العروق كالعروق ، والألحية [3] كالجلود ، والايراق كالحياة ، والايباس كالوفاة [4] . 77 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو ابن العاص وذكر قيام الليل وصيام النهار ، فقال : " إنك إذا فعلت
[1] الوجار بكسر الواو وفتحها : جحر الضبع وغيرها . والمراد أن المدينة كالجحر للاسلام يتجمع فيها كما تأوى الحية إلى جحرها . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه بقاء الاسلام في المدينة وتجمع المسلمين فيها ، بأروز الحية إلى جحرها ، بجامع التجمع والانكماش في كل ، واستعار الأروز للبقاء والتجمع ، واشتق من الأروز بمعنى التجمع . يأرز بمعنى يتجمع على طريق الاستعارة التبعية ، وفيه تشبيه مرسل حيث شبه أروز الاسلام بأروز الحية وذكر أداة التشبيه . [3] الألحية جمع لحاء ككتاب : وهو قشر الشجرة ، وقد سبق بيانه آنفا . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه نمو اللحم بنمو النبات ، واستعمل لفظ المشبه به وهو النبات في المشبه ، وهو نمو لحم الانسان ، واشتق من النبات بمعنى النمو نبت بمعنى نمى على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 109