نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 77
ومما في هذا المعنى أيضا قول القائل : أعطيت فلانا كذا عن ظهر يد أي عن امتناع وقوة ولم أعطه عن خيفة وذلة . هذا المعنى ضد قوله سبحانه حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون . فكأن خلع لفظ الظهر من الكلام غير المعنى . والمراد بذلك هاهنا على الأظهر من التأويلات التي ذكرناها في كتاب مجازات القرآن أن يكون حتى يعطوا الجزية عن قهر وذلة وخيفة ورقبة . فهو نقيض قول القائل : أعطيته عن ظهر يد أي عن اختيار ومشيئة واستظهار قوة [1] . 45 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " اللهم إني أحمدك على العرق الساكن [2] والليل النائم [3] " ، ووصف الليل
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الغنى في القوة بالظهر الذي يركبه الانسان فيمنعه المعاطب وينجو عليه من المخاوف ، وهو من إضافة المشبه به إلى المشبه على حد قولهم : ذهب الأصيل ولجين الماء ، أي الأصيل الذي كالذهب والماء الذي كاللجين وهنا الغنى الذي كالظهر فحذفت الأداة ووجه الشبه وأضيف المشبه به للمشبه . [2] المراد بالعرق الساكن : الطمأنينة وعدم الازعاج ، لان العروق يكون جريان الدم فيها طبيعيا ؟ إذا كان القلب طبيعيا ، والقلب يتأثر نبضه ودفعه الدم في العروق ، بالخوف وبالحزن ، وبالخجل وبالألم ، وبالمرض . وعلى العموم يتأثر بتأثر حواس الانسان فإذا لم يحدث للانسان إزعاج فعرقه ساكن ، أما إذا أزعج أو تأثر فإن القلب يدفع الدم بشدة في العروق فيظهر أثر ذلك في العروق بالارتفاع والانخفاض ، فلا يكون ساكتا في نظر من يراه . [3] أي النائم صاحبه لان الليل لا ينام وإنما ينام فيه الانسان ، وحمد الرسول صلى الله عليه وسلم ربه على نوم الليل لأنه لا ينام إلا خالي البال الهادئ المطمئن غير المنزعج وغير المتألم .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 77