نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 426
صاحبه ، وبعد عن معاطنه [1] . 344 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لاسماء بنت أبي بكر : " انفحي [2] وانضحي [3] ، ولا توعي فيوعي الله عليك " وقوله عليه الصلاة والسلام " انفحي وانضحي " استعارة . والمراد أنفقي مالك في سبيل الله ، وابذليه في طاعة الله ، وأصيبي به مواضعه بإسراع وبدار [4] كما تنفح الريح هبوبها [5] ، وتنضح السحابة شؤبوبها [6] . والمراد بقوله عليه الصلاة والسلام هاهنا " ولا توعي [7] فيوعي الله عليك " ، أي لا تمسكي فيمسك الله
[1] المعاطن : جمع معطن ، وهي مبارك الإبل ومناماتها . والمراد مأواها . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه مخالفة أمر الله بشراد البعير ، بجامع المخالفة والبعد في كل ، واشتق من الشراد ، شرد بمعنى خالف ، على طريق الاستعارة التبعية . [2] انفحي : أعطى الناس من مالك ، وأصل النفح : إخراج اللبن من غير حلب ، مأخوذ من قولهم : ناقة نفوح ، وهي التي تخرج لبنها من غير حلب . [3] انضحي : أنفقي مالك ، وأصل النضح سقى النخل ونضحت السحابة الأرض : رشتها بالماء ، والمعنى أعطى الناس من مالك ما ينفعهم ، كما ينفع الماء النخل . [4] البدار : مصدر بادر ، أي أسرع . [5] يقال نفحت الريح : إذا هبت . [6] الشؤبوب : الدفعة من المطر ، أي كما تنضح السحابة مطرها وماءها . [7] لا توعي : أي لا تقتري في النفقة ، وأصل أوعى : حفظ الشئ في الوعاء ، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لاسماء رضي الله عنها : لا تضعي مالك في الوعاء وتغلقيه عليه فلا تنفقي منه ، فيعاقبك الله بان يوعي عليك : أي يقتر عليك في الرزق .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 426