نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 419
الذين يشققون [1] الكلام تشقيق الشعر " ، وهذا القول مجاز ، والمراد الذين يتصرفون في الكلام فيدققون فيه ، ويتعمقون في معانيه . وشبه عليه الصلاة والسلام فعلهم ذلك بتشقيق الشعر ، لان طاقات الشعر مستدقه في نفوسها ، وإذا تعاطى الانسان تشقيقها انتهت من الدقة إلى غاية لا زيادة وراءها ، وهذا اللعن في الخبر إنما يتناول من بلغ في تدقيق الكلام إلى ذلك الحد ليشتبه الباطل بالحق ، ويجوز الغى بالرشد ، كما قلنا في تأويل قوله عليه الصلاة والسلام : " ألا أخبركم بأبغضكم إلى وأبعدكم منى مجلسا يوم القيامة ؟ الثرثارون المتفيقهون [2] " . 337 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : ليدخلن هذا الدين على ما دخل عليه الليل " ، وهذا القول مجاز . والمراد انتشار الاسلام في الشرق والغرب ، واشتماله على البر والبحر ، فجعله عليه
[1] يشققون الكلام : يزينونه ويحسنونه حتى يخرج أحسن مخرج ، فهو كالكلام المعسول ومذاقه مر ، وتشقيق الشعر : أي مثل تشقيق الشعر وتصفيفه وترجيله وتلميعه ، يلبسون الحق بالباطل ، ويقدمون القبيح في ثوب المليح . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية وتشبيه بليغ ، الأول : حيث شبه تزيين الكلام وتحسينه بتصفيفه وتقسيمه إلى أقسام تحسن في السمع بتشقيق الشعر ، واشتق من التشقيق بمعنى التزيين يشققون بمعنى يزينون على طريق الاستعارة التبعية ، والثاني حيث شبه تشقيق الكلام بتشقيق الشعر في دقة التقسيم وحسن التزيين ، وحذف وجه الشبه والأداة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 419