responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 420


الصلاة والسلام من هذا الوجه بمنزلة الداخل دخول الليل في الاطلال [1] والاطباق ، وتجليل [2] البلاد والآفاق . ومن ذلك ما روى في حديث عن بعض الصحابة ، وهو قوله : " وكان ذلك حين دجا [3] الاسلام " أي ألبس كل شئ ، ودخل على كل حي تشبيها بالليل في تغطية البلاد ، وشموله النجاد [4] والوهاد . ومما يقوى هذا المعنى ما روى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لفاطمة عليها السلام وقد رأت قميصه مخروقا ، وبطنه خميصا ، فبكت عند ذلك ، فقال صلى الله عليه وآله : أما يرضيك يا فاطمة ألا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر [5] ولا وبر إلا دخله عز أو ذل [6] بأبيك " .



[1] الاطلال : الاشراف ، يقال أطل عليه إذا أشرف عليه ، والاطباق : التغطية ، لان طبق كل شئ غطاؤه ، ويقال : أطبق عليه بمعنى غطاه واستولى عليه .
[2] التجليل : التغطية أيضا ، يقال جلله بمعنى غطاه ، والمراد شمول الاسلام لكل شئ وإشرافه عليه .
[3] دجا الاسلام : انتشر وعم كل شئ مأخوذ من قولهم : دجا الثوب : إذا سبغ وستر جميع البدن .
[4] النجاد : المرتفعات ، والوهاد : المنخفضات .
[5] المدر : قطع الطين اليابس ، واحدته مدرة بوزن بقرة ، والمراد بيوت المدن التي تبنى بالطين والحجارة ، والوبر : صوف الإبل ونحوها . والمراد أن لا يبقى بيت على ظهر الأرض من البيوت بجميع أنواعها ، سواء كان في المدن حيث البيوت من الطين والحجارة ، أو في الصحراء ، حيث البيوت من الصوف ونحوه .
[6] ومعنى دخله عز أو ذل : أن الاسلام سيعم جميع البيوت ، فالمسلم منها يعتز به ، والكافر منها يذل به ، ومعنى بأبيك : أي بسبب أبيك ، لأنه الذي جاء بالاسلام ؟ ؟ . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث كناية عن دخول الاسلام على كل شئ في الدنيا ، كما يدخل الليل على كل شئ في الدنيا ، أي من انتشاره في جميع بقاع الأرض .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست