نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 403
الطعام ، فلما كثر لفظ السلام من أفواههم ، وبذل الطعام من أيديهم ، جاز على طريق المبالغة أن يقول : أفواههم ، سلام ، وأيديهم طعام ، كما يقول القائل : ما فلان إلا أكل ونوم ، وما فلان إلا صلاة وصوم ، إذا كثر الاكل والنوم من الأول ، والصلاة والصوم من الآخر ، وعلى هذا قول الخنساء في صفة الظبية الفاقدة ولدها : ترتاع ما نسيت حتى إذا ذكرت * فإنما هي إقبال وإدبار تريد صفتها بكثرة الاقبال والادبار والتململ والاضطراب . ومن هذا الباب أيضا قولهم : فلان عدل ، فوصفوه بالمصدر الذي فعله عدل يعدل عدلا لكثرة وقوعه منه ، وتظاهره به ، ونظائر ذلك كثيرة . 319 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ، ويعنى الموت : " أكثروا ذكر هادم اللذات " ، وهذه استعارة ، والمراد أن اللذات بالموت تتلاشى وتبطل وتمحق ، وتضمحل كما يضمحل البناء بهدمه ، ويبطل بتعفية رسمه ، والهدم في الأصل هو الابطال للشئ ، فإذا قالوا : هدم فلان البناء ، فإنما يريدون إنه أزاله وأبطله . ومن ذلك الحديث المروى عنه عليه الصلاة والسلام للأنصار ليلة العقبة بعد مراجعة كلام طويل : الدم الدم والهدم الهدم " . وأصح ما قيل في تفسير ذلك أنه عليه الصلاة والسلام أراد إنكم
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 403