نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 404
خشب بالليل جدر بالنهار . " في شأن قوم منافقين "
إن المؤمن إذا أذنب . . .
إن طلبتم بدم طلبته ، وإن هدمتموه هدمته ، وأقام الهدم هاهنا مقام الطل ، يقول : إن طللتموه طللته ، بمعنى إن أبطلتموه أبطلته ، وقال يعقوب بن السكيت في كتاب الألفاظ : يقال دماؤهم هدم بينهم : أي هدر . ويقال هدم بتحريك الدال أيضا [1] . 320 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في ذم أقوام من المنافقين : " خشب بالليل جدر بالنهار " ، في كلام طويل ، وهذه استعارة . والمراد أنهم ينامون الليل كله من غير قيام لصلاة ، ولا استيقاظ لمناجاة ، فهم كالخشب الواهية التي تدعم لئلا تتهافت ، وتمسك لئلا تتساقط [2] . 321 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إن المؤمن إذا أذنب كان الذنب نكتة ( 6 ) سوداء في قلبه ، فإن
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه قطع اللذات بسبب الموت بهدم البناء ، بجامع قطع المنفعة في كل ، واشتق من الهدم بمعنى قطع المنفعة ، هادم بمعنى قاطع ، على طريق الاستعارة التبعية . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيهان بليغان ، حيث شبه المنافقين بالخشب بالليل ، لأنهم ينامون ولا يتحركون ، ولكن يمكن تحريكهم ، لان النوم يسلب إرادتهم ، وبالجدر بالنهار لأنهم يجلسون في أماكنهم لا يتحركون بالنهار لقضاء الصلاة ، ولا يمكن تحريكهم ، لان إرادتهم موجودة وهم لا يعترفون في سريرتهم بالصلاة ، فإذا طلب منهم أحد القيام بها لم يحركوا ساكنا ، كالجدار الذي لا يتحرك لثباته ، وحذف وجه الشبه والأداة . ( 3 ) النكتة : النقطة التي لها أثر .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 404