نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 40
البلاغة ) الذي أوردنا فيه مختار جميع كلامه صلى الله عليه وسلم وعلى الطاهرين من أولاده . ( وأما القول الثالث ) الذي ذكرناه عن بعضهم من قوله : إن الحاذ هو المتن ، فقد يجوز أن يعبر به أيضا عن قلة العيال ونزارة [1] المال كما يقولون : فلان خفيف الظهر إذا أرادوا هذا المعنى ، ولان قلة اللحم على الجملة في أي عضو كان من أعضاء الحيوان أعون على خفة نهوضه وسرعة تصرفه في أموره [2] . 21 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ، وقد ذكر عنده شريح الحضري : " ذاك رجل لا يتوسد القرآن " . وهذه من الاستعارات العجيبة ، والكنايات الغريبة ، وهي تحتمل معنيين : أحدهما مدح ، والآخر ذم . فأما المدح فهو أن يكون المراد به أنه لا ينام عن قراءة القرآن ، بل يقطع ليله بالتهجد به والتصرف مع تلاوته ، فيكون القائم بدرسه كالمشتمل به ، والنائم كالمتوسد له
[1] النزارة : القلة ، ومن ذلك قول العرب : لا يوجد من ذلك الشئ إلا النذر اليسير أي القليل ، فهو من الوصف بالمفسر . [2] ما في الحديث من البلاغة : استعمال خفيف الحاذ بمعنى خفيف الظهر ، أو خفيف لحم باطن الفخذين في قليل المال استعارة تصريحية : حيث شبه قليل المال بخفيف الظهر أو لحم باطن الفخذين ق السرعة ، والمشبه به سريع المشي والنهوض ، والمشبه سريع الوصول إلى الجنة ، والقرينة أن خفيف الحاذ على الحقيقة ليس أغبط الناس والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم في شأن الدين لا في شان الدنيا .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 40