responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 391


القلوب بالأوعية ، وهي الظروف والعياب [1] التي تحرز فيها الأمتعة وغيرها من الأشياء المحفوظة ، وهي كالآنية لايداع الأشياء المائعة ، إلا أن الأوعية تختص بالجامدات ، كما أن الآنية تختص بالمائعات . فالقلب من حيث حفظ ووعى ، كالوعاء من حيث جمع وأوعى ، وربما نسب هذا الكلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام على خلاف في لفظه ، وقد ذكرناه في جملة كلامه ، لكميل بن زياد النخعي في كتاب نهج البلاغة [2] .
308 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفل [3] عنه لحى [4] سبعين شيطانا " ، وهذا القول مجاز ، والمراد تعظيم الامر في مجاهدة الانسان نفسه عند إخراج الصدقة لشدة تتبع النفس لها ، وكثرة الصوارف عنها ، ووساوس الشيطان بما يقتضى الامتناع منها ، فإذا غلب الانسان باخراجها نوازع جنانه [5] ، ونوازغ شيطانه ، كان كأنه قد افتلها [6] من أيدي الجاذبين ، وفل عنها لحى الشياطين ، وإنما ذكر عليه الصلاة



[1] العياب : جمع عيبة ، وهي ( الشنطة ) ونحوها .
[2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه القلوب بالأوعية بجامع حفظ ما يدخلها في كل ، فهذه تحفظ المعاني وتلك تحفظ الماديات ، وحذف وجه الشبه والأداة .
[3] يفل : يهزم ، يقال فل القوم هزمهم .
[4] لحى : جمع لحية ، وهي شعر الذقن والخدين ، والمراد الشياطين أنفسهم .
[5] الجنان : النفس .
[6] افتلها : استخلصها بعد فلهم وهزيمتهم .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست