نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 390
إنه ليغان على قلبي
القلوب أوعية
سببا لهلاكه ، وطريقا إلى بواره ، فشبهها عليه الصلاة والسلام بالمقتل من مقاتل الانسان الذي إذا أتى منه فقد أتى عليه ، وإنما أنث عليه الصلاة والسلام المقتل لأنه جعله في هذا الموضع عبارة عن الخطيئة ، وهي مؤنثة ، فأنثه حملا على المعنى ، ولذلك في كلامهم نظائر كثيرة [1] . 306 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله مائة مرة " . وهذا القول مجاز ، والمراد أن الغم يتغشى قلبه عليه الصلاة والسلام حتى يستكشف غمته . ويستفرج كربته بالاستغفار ، فشبه ما تغشى قلبه من ذلك بغواشي الغيم التي تستر الشمس ، وتجلل الأفق ، والغيم والغين اسمان للسحاب وسواء قال : يغان على قلبي أو قال يغام على قلبي [2] . 307 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " القلوب أوعية بعضها أوعى من بعض " ، وهذه استعارة . والمراد تشبيه
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث مجاز مرسل علاقته السببية ، حيث استعمل لفظ " المقتلة في الذنب الكبير الذي يسبب الهلاك . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه الكروب والهموم التي تعترى الانسان وتحيط بقلبه بالغيم الذي يحجب ضوء الشمس ، بجامع الحيلولة بين الشئ وصفائه في كل ، واشتق من الغيم بمعنى الحيلولة ، يغان بمعنى يجال ، على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 390