نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 359
طويل ، وهذه استعارة ، والمراد بإسلام قلبه سلامته من الاخبات ( 4 ) ، وبإسلام لسانه تسلمه من الأرفاث ( 3 ) ، فلا يعتقد قلبه شرا ولا يقول لسانه هجرا ، والدليل على إرادته عليه الصلاة والسلام هذا المعنى قوله في تمام الكلام : ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه ، وقوله عليه الصلاة والسلام في حديث آخر : " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده " ، وكأنه عليه الصلاة والسلام جعل تمام إسلام العبد : أن يكف قلبه عن اعتقاد المقبحات ، ويده عن فعل المحظورات ، ولسانه عن قول المقذعات ( 2 ) . 278 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إن الله
( 1 ) الاخبات : الخشوع والتواضع ، والمراد سلامة قلبه من الاخبات والخضوع لغير الله سبحانه وتعالى فلا يخشع إلا له ولا يخضع إلا لامره . ( 2 ) الأرفاث : جمع رفث ، وهو الفحش وقد وردت هذه الكلمة في الطبعة الأولى لهذا الكتاب ( الا رفات ) بالتاء ، وفي الطبعة الثانية الآفات جمع آفة ، وليس المراد الآفات ، وإنما المراد الأرفاث لأنها التي يتعلق بها اللسان ، ويدل على ذلك شرح الشريف لسلامة القلب واللسان بقوله فلا يعتقد قلبه شرا ولا يقول لسانه هجرا ، والهجر الفحش ، والفحش الرفث . ( 3 ) المقذعات : جمع مقذعة ، وهي الكلمة الفاحشة ، يقال قذعه وأقذعه إذا رماه بالفحش . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه عدم اعتقاد القلب شيئا مخالفا بالاسلام وعدم نطق اللسان بالفحش بالاسلام ، بجامع السير على النهج القويم في كل ، واشتق من الاسلام بمعنى السير على النهج القويم ، يسلم بمعنى يسير على النهج القويم ، على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 359