نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 356
شبه بطونهم من الخمص [1] والهضم [2] ، لقلة الزاد والمطعم ، بالأوعية الفارغة التي تنطوى لفراغها ، وتنضم لخلو أجوافها . وقد يجوز أيضا أن يكون إنما شبهها بالبرود المثنية [3] ، والخماص [4] المطوية ، لانضمام بعضها على بعض من خلو الأحشاء ، وبعد العهد بالغذاء . وقد يجوز أيضا أن يكون تنطوى بطونهم هاهنا تنفعل من الطوى وهو الجوع ، فكأنه عليه الصلاة والسلام قال : تتجوع بطونهم . وهذا القول يخرج الكلام من حيز الاستعارة ويدخله في باب الحقيقة [5] . 275 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " الايمان قيد الفتك [6] " وهذه استعارة . والمراد بذلك أن الانسان المؤمن يمتنع لأجل إيمانه أن يسفك الدم الحرام طاعة لأمر الحمية ، وركوبا
[1] الخمص : خلو البطن . [2] الهضم : هو الخمص . [3] الأثواب المطوية . [4] الخماص : جمع خميصة ، وهي كساء أسود مربع له علمان ، يريد الشريف كالأكسية المطوية . [5] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة مكنية وتبعية ، أما المكنية : فهي تشبيه بطون أهل الصفة بالشئ الذي ينطوى إذا فرغ منه الهواء كالقربة ونحوها ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو تنطوى ، وإثبات الانطواء إلى البطون تمثيل ، وأما التبعية : فحيث شبه خلو البطون من الطعام بالانطواء والانثناء ، واشتق من الانطواء تنطوي بمعنى تجوع ، على طريق الاستعارة التبعية . [6] الفتك بتثليث الفاء وسكون التاء : فعل ما تدعو إليه النفس ، فالاسلام يقيد المسلم بقيود تمنعه من فعل جميع ما تشتهيه نفسه ، فلا تفعل إلا ما تشتهيه من الخير ، أما الشر فيمنعه منه .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 356