نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 346
والمراد لتتركن العمل بشرائع الاسلام التي أحكم عقدها ، ووكد العمل بها حتى تكاد تنمحي مراسمها ، وتعفو معالمها ، فيكون الاسلام كالحبل المنتقض من أطرافه ، والمنتكث بعد استحصافه . والقوى : الطاقات التي يفتل منها الخيط ! والواحدة قوة ، وجعل عليه الصلاة والسلام شرائع الاسلام كالعرى له من حيث كانت ربقا [1] للرقاب ، وكان التعلق بها أمانا من العذاب ، ونظير هذا الخبر الخبر الآخر الذي رواه البراء بن عازب عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أي عرى الاسلام أوثق ؟ فعدد الحاضرون شيئا شيئا من شرائع الدين ، فقال عليه الصلاة والسلام . أوثق عرى الاسلام أن يحب في الله ويبغض في الله [2] . 268 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " ما من آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله " . وهذا النوع من جملة الاخبار التي توهم التجسيم وتقتضي التشبيه ، قد ذكرناها في
[1] ربقا : جمع ربقة وهي القيد . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية حيث شبه ترك العمل بتعاليم الاسلام بنقض عقد الحبل بجامع الافساد في كل ، واشتق من النقض بمعنى ترك العمل لتنقضن بمعنى تتركون العمل ، على طريق الاستعارة التبعية ، وفيه استعارة بالكناية حيث شبه الاسلام بالنسيج في تكون كل منهما من أشياء تحصل بانضمامها إلى بعضها جملته ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه ، ونسبة النقض للاسلام تخييل ، وفيه تشبيه مرسل حيث شبه نقض الاسلام بنقض الحبل وذكر أداة التشبيه وهي الكاف .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 346