نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 347
أول كتابنا هذا أنا نغفل الكلام عليها لان جماعة من علماء الشريعة واللغة قد سبقونا إلى استقصاء القول فيها ، وإنما نذكر منها ماله دخول في باب الاستعارة بجهة من الجهات ، إلا أنا نتكلم على هذا الخبر هاهنا لضرب من الاستظهار ، فنقول : إن كان نقله صحيحا فله وجه في كلام العرب يسوغ حمله عليه ورده إليه مما يوافق صفات الله سبحانه الذي لا يشبه الخلق التي خلقها ، والبرايا التي براها ، وصورها وهو : أن الإصبع في كلام العرب اسم للأثر الحسن التي تظهر سمته وتشهر علامته ، يقال لفلان في ماله إصبع حسنة أي قيام محمود وأثر جميل . وعلى ذلك قوله الراعي [1] يصف راعيا لابله . ضعيف العصا بادي العروق ترى له * عليها إذا ما أجدب الناس إصبعا أي ترى له عليها أثرا حسنا ، وقد قيل أيضا : إن المراد بذلك إشارة الناس إليها بالأصابع لحسنها وشارتها . وقوله : ضعيف العصا ، يريد أنه لا يكثر ضربها ، ولا يعتنف بها ، وذلك أجدر بأن تشحم أبدانها ، وتغزر ألبانها ، ومثل هذا قول الشاعر الآخر ، وقد تقدم ذكره : عليها شريب وادع لين العصا * يساجلها جماته وتساجله وأنشد الخليل بن أحمد في كتاب العين لبعض العرب : أغر كضوء البدر في كل منكب * من الناس نعمى يحتذيها وإصبع