نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 317
العبادات ، والقيام ببواقي الطاعات التي هي أخف محملا ، وأسهل متحملا ، فأراد عليه الصلاة والسلام أن من قام بهذه الواجبات التي عددناها ، واجتنب الكبائر التي توعد بالعقاب عليها ، سقط عنه عقاب معاصيه الصغائر ، كما يتساقط ؟ ؟ الورق المتناثر ، ويقال : أنحت الورق وتحات : إذا انسلت من أغصانه ، وانحسر عن أفنانه [1] . 243 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لرجل أقبل إليه ممن يتهم في دينه : " أرى عليه سفعة من الشيطان " وهذا القول مجاز ، والسفعة : السواد ، وقيل هو السواد المشرب حمرة ، فكأنه عليه الصلاة والسلام رأى بوجهه أثرا يدل على نغل [2] الضمير وفساد اليقين ، فنسب ذلك إلى الشيطان ، لأنه مسول [3] المعاصي ، ومطرق [4] المغاوى ، وفي الأكثر أن يقال لمن خبثت عقيدته وساءت سريرته : وجه فلان مسود ، يراد لعظيم كفره ، وفساد سره .
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية وتشبيه مرسل ، أما الاستعارة : ففي قوله صلى الله عليه وسلم " تحاتت " حيث شبه زوال أثر الخطايا بتحات أوراق الشجر بجامع السقوط والزوال في كل ، واشتق من التحات بمعنى زوال الأثر ، تحاتت بمعنى زال أثرها ، على طريق الاستعارة التبعية . وأما التشبيه ففي قوله : كما يتحات الورق ، فشبه تحات الخطايا بتحات الورق ، وذكرت أداة التشبيه وهي الكاف . والتشبيه الذي يذكر فيه الطرفان والأداة يسعى في الاصطلاح تشبيها مرسلا . [2] نغل الضمير : سوؤه وفساده . [3] مسول : مزين . [4] مطرق : ممهد الطريق .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 317