نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 298
225 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلم في مرضه الذي مات فيه : " أغبطت على الحمى " [1] وهذه استعارة ، ربما قيل : أغمطت [2] بالميم . قال الواقدي في هذا الحديث : أصابته حمى مغمطة بالميم ، وقال الأصمعي : أغبطت علينا السماء إذا دام مطرها ، وقال أبو عبيد : هما لغتان بالميم والباء قد سمعناهما . وهذا كقولهم : سبد الرجل رأسه وسمده إذا استأصل حلقه [3] ، وأشباه ذلك كثيرة . وأغبطت الحمى بالباء أكثر في كلامهم ، والأصل في ذلك إلزام الرحل ظهر البعير ، يقال : أغبط فلان رحله على مطيته : أي أطال مكثه عليها ولزامه لها . ومن ذلك قول الراجز : ( إغباطنا الميس [4] على أصلابه ) . وقول الآخر : وألزمته قتبا توسطه * فقربت فهي علينا تغبطه [5]
[1] أغبطت : دامت . [2] دامت ولازمت . [3] في القاموس : التسييد : حلق الشعر ، والتسميد استئصال الشعر . فالمعنى واحد إلا أن في التسميد زيادة على التسييد ، وهي الحلق مع الاستئصال في التسميد . [4] الميس . شجر عظام تعمل منه الرحال . والاغباط : إدامة وضع الرحل ، وأصلابه : أصلاب البعير : أي ظهره . [5] القتب : البرذعة ، توسطه : أي تجعله في وسط ظهر الدابة ، وتغطيه ، أي تطيل إبقاءه .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 298