responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 297


لان النشوق ما استنشقه الانسان بأنفه ، واللعوق ما لعقه بلسانه ، والدسام هاهنا الشئ الذي يجعله سدادا لاذنه ، يقال منه : دسمت الشئ أدسمه دسما : إذا سددته . والمراد بهذه الكلمات قريب من المراد بالحديث الذي تقدم كلامنا عليه في هذا الكتاب ، وهو استعاذته عليه الصلاة والسلام من همزات الشيطان ونفثه ونفخه . فكأنه عليه الصلاة والسلام شبه ما يسوله الشيطان للانسان من العجب بنفسه ، والازراء على غيره حتى يشمخ بأنفه ، وينأى بعطفه ، بالنشوق الذي ينشقه إياه ، فيحدث له هذا الخلق الذميم ، والطبع اللئيم ، وقوى ذلك بذكر اللعوق ، فكأن الشيطان يلعقه بهذا التسويل لعوقا إذا وصل إلى جوفه أحدث له خيلاء الكبر ، ومدله في غلواء العجب . وشبه عليه الصلاة والسلام صرف الشيطان للانسان عن مراشده ، وإصمامه عن سماع قول مرشده بالدسام ، وهو الصمام الذي تسد به الاذن ، فتحجب عن سماع الأصوات ، وزواجر العظات [1] ،



[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث ثلاث استعارات تصريحية : 1 - حيث شبه وسوسة الشيطان بالنشوق الذي ينشقه الانسان فيؤثر فيه . 2 - وحيث شبه الوسوسة أيضا باللعوق ، وهو ما يلعقه الانسان فيتأثر به في عقله أو جسمه . 3 - وحيث شبه إبعاد الشيطان الانسان عن سماع الحق بالدسام ، وهو السداد الذي يسد به الشئ ، بجامع الحيلولة بين وصول شئ من خارج المسدود إليه ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست