نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 292
لا أنه سبحانه طلب المقابلة في الكلام تأليفا لاجزائه ، وملاحمة بين أعضائه [1] ، ويقال للجانب الأيمن الانسي ، وللجانب الأيسر الوحشي هذا على قول البصريين ، وقال بعض الكوفيين الانسي : هو الأيسر . وهو الذي تأتيه الناس عند الاحتلاب والركوب ، والوحشي هو الأيمن ، وإنما سمى وحشيا لان الراكب والحالب لا يأتيان منه وإنما يأتيان من الأيسر دونه ، ومنه قول زهير : فجالت على وحشيها وكأنها * مسربلة من رازقي معضد [2] أراد جانبها الأيمن ، لأنها إذا فزعت حاصت [3] من جانبها الانسي الذي تخاف أن تؤتى منه ، وهو الشمال إلى جانبها الوحشي الذي تأمل الاتيان من ناحيته وهو اليمين . والخائف إنما يفر من موضع الذعر والمخافة إلى موضع الامن والسلامة [4] . 221 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من شر
[1] جعل للكلام أعضاء تشبيها بالانسان والمراد بالأعضاء الاجزاء . [2] جالت : دارت ، وحشيها : جانبها الأيمن ، مسريلة : لابسة ، رازقي : ثوب من الكتان الأبيض ، والمعضد : ثوب له علم في موضع العضد ، أي أن هذه البقرة الوحشية ، دارت على جانبها الأيمن نافرة حال كونها ، كأنها تلبس ثوب كتان أبيض فيه علامة عند العضد . [3] حاصت : رجعت وعادت . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه أخلاق الإبل بأخلاق الشياطين في السوء ، وحذف وجه الشبه والأداة والمشبه ، إذ الأصل أخلاقها أخلاق الشياطين .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 292