نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 259
أقر عيني أن جاءت مقلدة * خيل الشامين في أعناقها الخرق [1] 204 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " ضالة المؤمن حرق النار " ، وهذا مجاز ، لان الضالة على الحقيقة ليست بحرق النار ، وإنما المراد أخذ ضالة المؤمن ، والاشتمال عليها ، والحول بينه وبينها ، يستحق به العقاب بالنار ، فلما كانت الضالة سبب ذلك حسن أن تسمى باسمه ، لان عاقبة أخذها يؤول إلى حريق النار ، ويفضى إلى أليم العقاب . وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن أخذ ضوال الإبل وهواميها ، والهوامي : الضائعة . قال الشاعر : همت بغلها بالسبلجين وأوفضت * بوادي ثميل عن جبين مشيد [2]
[1] أقر عيني : سرني ، وأصل قرار العين سكونها ، والشآمين جمع شآم ، وهو الرجل من أهل الشام ، وهم أنصار معاوية رضي الله عنه ، والخرق : القماش الذي وضع على أعناق الخيل كالعمائم على رؤس الرجال . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية على المعنى الأول الذي ذكره الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم : " تقلدوها الأوتار " حيث شبه جدهم في طلب الثأر ، وحرصهم عليه بتقلد الخيل الثأر ، وجعل الثأر قلادة في أعناق الخيل ، بمعنى أن الثأر جعل علامة للخيل كأنها خصصت لطلبه ، بجامع الاعلام والاشعار في كل ، واستعير التقليد للجد في طلب الثأر ، واشتق من التقليد بمعنى الجد في طلب الثأر ، تقلدوا بمعنى تجدوا وتحرصوا على سبيل الاستعارة التبعية . [2] همت : ضاعت ، بغلها : التبغيل في السير : التوسط فيه ، السبلجين : مكان ، أو فضت : أسرعت ، وادى ثميل : مكان ، الجبين المشيد : الطويل المرتفع . والمعنى أن هذه الناقة ضاع سيرها المتوسط في المكان الأول لأنه مكان رملي يجهد السائر فيه ويعوقه عن الاسراع ، وأسرعت في المكان الثاني : رافعة جبينها عند الجرى .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 259