responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 24


مساغا للأقوال المختلفة ، والانباء المتضادة [1] ويكون قوله عليه الصلاة والسلام : المصرين ، تماما لهذا المعنى المراد ، ومبالغة في وصف هؤلاء بالمذمومين بكثرة استماع الأقوال ، فيكون ذلك من قولهم :
أصر الفرس أذنيه إذا نصبهما للتوجس ، لأنه يقال : أصر أذنيه ، وصر بأذنيه [2] . وهذا التأويل لم أعلم أحدا سبقني إليه .
8 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام حين أتاه الفضل



[1] المعنى أنهم يسمعون كل قول ولا يأبونه كما يقبل القمع كل سائل يوضع فيه ولا يأباه .
[2] فيكون المعنى : ويل للمصرين آذانهم للاستماع ، أي الذين ينصبونها للتوجس والتقاط الاخبار ، ولكن هذا المعنى لا يتلاءم مع بقية الحديث ذكرناه وهو " الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون " فلا معنى لنصب الاذنين على الفعل الذي فعلوه ، والمناسب أن يكون يصرون مأخوذا من قولهم : " ناقة مصرة " وهي التي لا تدر اللبن فهي باقية على حالها لا تتغير عنه ، كما أن الثابتين على فعلهم السئ الذين لا يتحولون ؟ ؟ عنه إلى فعل الخير كذلك ، فيكون معنى ويل للمصرين ، ويل للثابتين المقيمين على السوء ، ويترتب على ذلك أن يكون النهى في الحديث على المعنى الثاني عن شيئين هما استماع كل قول ، والاصرار على الفعل السئ وعدم التحول عنه ، أما على المعنى الأول فيكون النهى عن شئ واحد وهو استماع كل قول والاصرار له ، أي نصب الاذن له والتلهف عليه ، ولذلك قال الشريف فيكون المصرين ثماما لهذا المعنى ، ولا شك أن المعنى الذي ذكرناه أولى . ما في الحديث من البلاغة : في أقماع القول استعارة تصريحية سبق بيان التشبيه فيها حيث استعمل كلمة أقماع في الناس الذين يستمعون كل قول وذكر القول قرينة ، وفي استعمال المصرين في الذين لا يتحولون عن فعلهم ، استعارة تصريحية حيث شبه الناس بالناقة المصرة التي لا تدر ، وهذا على المعنى الذي ذكرناه أما على المعنى الذي ذكره الشريف فيكون شبه شدة الحرص على السماع بنصب الفرس أذنيه واستعمال المصرين في ذلك استعارة تصريحية أيضا .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست