نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 239
يصير بصاحبه إلى معايب الافعال ومدانسها ، ويوقعه في مذامها ومناقصها . والطبع : الدنس والعيب . يقال : فلان طبع كدنس وجشع ، فلما كانت عواقب الطمع صائرة إلى مدارن [1] الطبع جعل عليه الصلاة والسلام الطبع كأنه هاديا إليها ، ودليلا عليها ، على المجاز والاتساع . والطبع على ما سمعته من شيخنا أبى الفتح النحوي رحمه الله مأخوذ من الطابع ، وهو الخاتم ، كأنه يسم صاحبه بالمعايب ، ويشهره بالمثالب ، فيكون كالخاتم الذي يظهر رسمه ، ويؤثر وسمه [2] . 194 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في حديث مشهور للرجل الذي تفوت [3] ابنه عليه في ماله ففرقه وبذره : " أردد [4] على ابنك ماله ، فإنما هو سهم من كنانتك " . وهذه استعارة ، لأنه عليه الصلاة والسلام جعل ابن الرجل بمنزلة السهم الذي في كنانته . ولذلك وجهان :
[1] المدارن : الأوساخ جمع مدرن ، مصدر ميمي من الدرن بمعنى الوسخ [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية حيث شبه توصيل الطمع إلى الطبع بالهداية بجامع الايصال في كل ، واشتق من الهداية بمعنى الايصال يهدى بمعنى يوصل على طريق الاستعارة التبعية . [3] تفوت عليه في ماله : تصرف فيه بغير إذنه وعلى غير رغبته . والمعنى أن الابن كان له مال فتصرف فيه بغير إذن أبيه في وجوه التبذير ، فالضمير في ماله للابن لا للأب وكانت هذه الجملة في الأصل يفوت ابنه عليه ماله . . إلخ ، والصحيح ما أثبتناه . [4] المعنى : أجمع المال الذي بذره ابنك ورده عليه ، لان المال قوة للابن ، والابن قوة لأبيه ، فهو كالسهم في كنانة الأب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 239