نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 240
( أحدهما ) : أن يكون إنما شبهه بالسهم من سهامه ، لان الأب سبب نشئة وتربيته ، وولى تثقيفه وتأويله ، كما أن النابل [1] بارى السهم ورائشه [2] ، ومثقفه ومقومه . ( والوجه الآخر ) : أن يكون المراد أنه بمنزلة السهم في كنانته من حيث كان في حصنه ، وحاصلا تحت ضبنه [3] ، وأنه متى شاء صرفه في آرائه ، كما أن صاحب السهم متى شاء رمى به في أغراضه [4] . ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام : " أردد على ابنك " أي استرجع ما فرقه من ماله في وجوه التبذير ومظان التبديد ، فرده إلى ملكه استظهارا له ، وإشبالا [5] له ، إذ ليس له أن يفتات عليك بمال ، ولا يعصيك في حال [6] .
[1] النابل : صانع النبل وهو السهم ، وهو قطعة من خشب لها رأس مدبب في آخرها نصل ، ومعنى بارى السهم الذي يبريه : أي يدبب رأسه ويضع فيها النصل . [2] رائش السهم : الذي يضع فيه الريش ، وكان العرب يضعون في السهام ريشا حتى يكون ذلك أسرع لوصولها إلى الغرض ، لان الهواء يدخل في الريش فيحمل السهم فيسرع به إلى غرضه كما يدخل الهواء في شراع السفينة فيدفعها في سيرها ، ومثقفه هو مقومه ومعدله ، لان الخشب الذي تصنع منه السهام قد يكون فيه عوج أو نتوء فيثقفه النبال ويقومه . [3] الضبن بكسر الضاد وفتحها مع سكون الباء هنا : المكان الذي يغطيه العضد من الذراع : لان كنانة السهام يضعها الرامي في هذا المكان . [4] الأولى أن يراد أن الولد سهم من كنانة أبيه وأنه قوة له ، كما أن السهم قوة لصاحبه وراميه يدافع به عن نفسه ويردى به عدوه كما سبق أن بينا ذلك . [5] استظهارا له : أي تقوية الابن قوة للأب ، والأشبال : العطف والإعانة . [6] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الابن بالسهم من كنانة الأب ، في أن صاحبه يصرفه كيف يشاء ، أو في أن السهم قوة لصاحبه ، كما أن الولد قوة لأبيه ، وحذف وجه الشبه والأداة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 240