نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 228
من قولهم : تنفس النهار ، إذا أخذ بالطول ، ومنه قوله تعالى : " والصبح إذا تنفس " ، أي إذا زاد ضياؤه ، وانتشرت أنواره . وقد استقصينا الكلام على ذلك في كتاب تلخيص البيان عن مجازات القرآن . وأصل هذه مأخوذ من تنفس الحيوانات ، وهو امتداد الريح الحارة من تجاويف صدورها ، عند ترويح رئاتها عن قلوبها ، بانقباضها وانبساطها ، وانضمامها وانفراجها [1] . 184 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ، فإن أحدهم ليعثر وإن يده بيد الله يرفعها " وهذا القول مجاز ، والمراد بذكر يد الله هاهنا معونة الله تعالى وتقدس ونصرته ، فكأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن أحدهم ليعثر ، وأن معونة الله من ورائه ، تنهضه من سقطته ، وتقيله من عثرته ، إلا أنه عليه الصلاة والسلام لما جاء بلفظ العثار أخرج الكلام بعده على عرف العادات ، لان العادة جارية أن يكون المنهض للعاثر ، والمقيم للواقع ، إنما يستنهضه بيده ، ويستعين عليه بجلده . والمراد بذوي الهيئات هاهنا ذوو الأديان ، لا ذوو الملابس الحسان ، كما يظن من
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية في قوله يتنفس الظل ، حيث شبه استطالة الظل بتنفس الحيوان ، بجامع أن في كل منهما استطالة . فالحيوان إذا تنفس تتسع رئتاه وتمتد ؟ ضلوعه . والظل يطول ، وفيه أيضا استعارة بالكناية حيث شبه الظل بحيوان يتنفس ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو التنفس ، وإثبات التنفس إلى الظل ترشيح .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 228