نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 203
159 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في كلام : " والشباب شعبة من الجنون " وهذا القول مجاز ، والمراد أن الشباب يحسن القبيح ويسفه الحليم ، ويحل مسكة المتماسك ، ويكون عذرا للمتهالك [1] ، فمن هذه الوجوه يشبه صاحبه بالسكران من الخمر ، والمغلوب على العقل ، ومن هناك قيل : الشباب كسكر [2] الشراب ، وعلى ذلك قول الشاعر : إن شرخ الشباب والشعر الأسود ما لم يعاض كان جنونا [3] 160 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " ألا إن الغضب جمرة توقد في جنب ابن آدم ، ألم تروا إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه . في حديث طويل " ، وهذه استعارة ، كأنه عليه
[1] يقال تهالك الفراش : تساقط ، والمراد به هنا التساقط في المعصية . [2] السكر : بفتح السين والكاف ، والسكر بضم السين وسكون الكاف : أي غياب العقل بالمسكر ، وهو أيضا الخمر ، والكلام هنا يحتمل المعنيين ، أي الشباب كغياب العقل بالشراب ، أو كالخمر الذي يغيب العقل . [3] شرخ الشباب : أوله ، والشعر الأسود : المراد به القوة ، لأنه ما دام شعر الانسان أسود فهو غير عجوز ، أي هو قوى ، ويعاض : بعوض عن نزواته بأن يشغل بشئ نافع ، ويلاحظ أن لم هنا لم تجزم الفعل المضارع لأنها أهملت حملا على ما النافية ، ولو جزمت لقيل ما لم يعض بحذف الألف وسكون الضاد ، وقد فتحت الضاد مع أن الكثير عند الاهمال رفع الفعل ، وقد وردت يعاص بالصاد المهملة في الطبعتين السابقتين على هذه الطبعة وهو تحريف . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الشباب بأنه شعبة من الجنون في تحسين القبيح وتقبيح الحسن وحذف وجه الشبه والأداة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 203