نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 191
جزء ، وكان ثواب الصدقة خمسين جزءا سقط من أجزاء العقاب ، بقدر أجزاء الثواب . فكأن الصدقة بنقصانها من قدر العقاب ، قد أطفأت وقدته ، وكسرت سورته ، وكان أبو هاشم يختار في الاحباط والتفكير الموازنة ، وكان أبو علي يقول : إن الزائد يسقط الناقص من الثواب والعقاب ، لا على طريق الموازنة ، ولا يجوز أن يتساوى ما يستحق على الطاعة ، وما يستحق على المعصية . لأنهما لو تساويا لسقطا ، فلم يكن المكلف مستحقا لحمد ولا ذم ، ولا مستوجبا لثواب ولا عقاب ، وقد امنا الاجماع على ذلك ، فالأمة مجمعة على أن كل من كلفه الله سبحانه في الدار الدنيا ، فهو فس يوم المعاد في إحدى الدارين مثابا أو معاقبا ، ويبين ذلك قوله سبحانه : " فريق في الجنة وفريق في السعير " ، والكلام على تفصيل هذه الجملة يخرجنا عن غرض الكتاب ، ويدخلنا في باب الاطناب [1] . 149 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : لكعب بن
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، واستعارة مكنية وتبعية . أما التشبيه البليغ : فهو في قوله صلى الله عليه وسلم : " لصوم جنة " أي الصوم كالجنة ، وهي الستر الذي يجن الانسان أي يستره . فكما أن الجنة تستر ، كذلك الصوم يمنع العذاب ويستر منه . وأما الاستعارة المكنية والتبعية : فهي في تطفئ الخطيئة ، حيث شبه الخطيئة بالنار في ضررها ، وحذفها ورمز إليها بشئ من لوازمها وهو الاطفاء ، وشبه إحباط عقاب الخطيئة وإذهاب أثره بإطفاء النار ، واشتق من الاطفاء بمعنى إذهاب الأثر ، تطفئ بمعنى تذهب الأثر على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 191