نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 157
لمن دارت عليه . وإنما قالوا : دارت رحا الحرب لجولان الابطال فيها ، وحركات الخيل تحتها . وقد روى هذا الخبر على وجه آخر ، وهو قوله : " تزول رحا الاسلام " ، والمراد بذلك أنها تزول عن ثباتها ، وتميل عن موضع استقرارها [1] . 118 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من بايع إماما فأعطاه صفقة يده ، وثمرة قبله ، ونخيلة صدره ، فليطعه ما استطاع " ، فقوله عليه الصلاة والسلام : " وثمرة قلبه " استعارة لان المراد بها خالصة صدره . أي بايعه بطاعة صحيحة ، وبنية غير مدخولة ، فشبه عليه الصلاة والسلام ذلك بالثمرة لأنها لباب كل شئ ، وخالصته ، وصفوته ، وخلاصته . ومثل ذلك الحديث الآخر عنه عليه الصلاة والسلام : " الولد مبخلة مجبنة مجهلة ، ثمرات القلوب ، وقرات العين " ، أراد عليه الصلاة والسلام أن الأولاد خالصة القلوب والأكباد ، كما أن الثمر خالصة النبات والأشجار . وعندي في ذلك وجه آخر ، وهو أن الولد من أبيه بمنزلة الثمرة من الشجرة لأنه منه تفرع ، وبواسطته ظهر وطلع ، فلو قال : الأولاد
[1] ما في الحديث البلاغة : في الحديث استعارة تبعية : حيث شبه استقامة أمر الاسلام في أوله إلى سنة كذا بدوران الرحى بجامع كون الشئ على حالته الطبيعية في كل ، واستعار لفظ المشبه به للمشبه ، واشتق من الدوران بمعنى الاستقامة ، تدور بمعنى تستقيم على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 157