نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 156
الصلاة والسلام الاسلام بالرحا الساكنة في مستقرها ، القائمة على قطبها ، فإذا كان الوقت الذي وقع الايماء إليه دارت دور هرج واضطراب ، لا دور قوة واستتباب ، ودور الرحا يكون عبارة عن حالين مختلفين : إحداهما مذمومة ، والأخرى محمودة : المذمومة هي الحال التي بنى الخبر عليها ، وعلى ذلك كان قول عثمان بن حنيف [1] الأنصاري رحمه الله يوم الجمل ، وكان في حيز أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وقد رأى استحرار القتل واستلحام الامر : دارت رحا الاسلام ورب الكعبة ، أراد أن الناكثين بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وهم أصحاب الجمل قد أزعجوا الاسلام عن مناطه ، وأزحفوه عن قراره . وأما الحال المحمودة ، فهي أن يكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم ، وقوة أمرهم ، وعلو نجمهم ، يقال : دارت رحا بنى فلان ، إذا اتفقت لهم هذه الأحوال المحمودة . ومن هذا القبيل أيضا العبارة بدوران الرحا عن هزم عسكر لعسكر ، وكسر فيلق لفيلق . قال الشاعر : طحنت رحا بدر لهلك فتية * ولمثل بدر تستهل [2] الأدمع فهذه حال كان دور الرحا فيها محمودا لمن دارت له ، ومذموما
[1] حنيف : بضم الحاء وفتح النون على صيغة المصغر ، وكانت مضبوطة في الطبعة السابقة بفتح الحاء وكسر النون ، والصحيح ما أثبتناه هنا . [2] تستهل الأدمع : أي يكثر دمعها ويغزر .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 156