نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 155
ما تحذف [1] به ألسنتهم من الأقوال المذمومة التي تسوء عواقبها ويعود عليهم وبالها بالزراع الذي يستوبئ [2] عاقبة زرعه ، والغارس الذي يستمر [3] ثمرة غرسه ، وهذا كقول القائل لمن أخذ بجريرة ، وعوقب على جريمة : احصد ما زرعت واستوف أجر ما غرست [4] . 117 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " تدور رحا الاسلام لسنة كذا " [5] وهذا مجاز ، والمراد أن الاسلام على هذا العهد يضطرب في قراره ، ويقلق في نصابه بالولاة الذين يتنكبون واضح السبيل وتنتقض على أيديهم مرر ( 6 ) الدين ، فشبه عليه
[1] ما تحذف به ألسنتهم : أي ترمى به ، يقال حذفه بحجر : إذا رماه به . وقد جعل الشريف الأقوال المذمومة كأنها حجارة يقذف بها اللسان . [2] استوبأ المكان : وجده وبيئا : أي ذا وباء وهلاك . [3] أي يجدها مرة ، كأنه ذاق ثمرة من غرسه فوجدها مرة . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارتان بالكناية والتبعية ، أما الأولى : فهي تشبيه اللسان بالمنجل الذي يحصد الزرع ، ثم حذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الحصائد ، وأما الثانية : فهي تشبيه رمى اللسان باللفظ بحصد الزرع بجامع القطع في كل ، فإن في خروج الكلمة من اللسان قطع لها عنه كما في قطع الزرع ، ثم اشتقق من الحصد بمعنى قذف اللفظ حصائد بمعنى مقذوفات على طريق الاستعارة التبعية . [5] حددت هذه السنة في الحديث بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين . ( 2 ) المرر جمع مرة : بكسر الميم ، والمراد بها هنا طاقات الحبل المفتول ، أي شبهت أمور الدين القوية بطاقات الحبل المفتول ، وعدم السير على نهج الدين بنقص طاقات الحبل .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 155