نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 135
معادن " وهذه استعارة لأنه عليه الصلاة والسلام شبه الناس بالمعادن التي تكون في قرارات الأرض فلا يحكم على ظواهرها حتى يستخرج دفائنها ويستنبط كوامنها فيكون منها اللجين والنضار [1] ، ويكون منها النفط والقار فكذلك الناس لا يجب [2] أن يحكم على مجاليهم ولا يقطع على بواديهم حتى يخبروا ويعرفوا ويثاروا ويبحثوا فيخرج البحث جواهرهم ، ويمحص الامتحان مخابرهم . فيتبين حينئذ كرم النحائز [3] وطيب الغرائز وتكشف منهم الطرائق ولتيم الخلائق [4] . 102 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في آخر خطبة خطبها ببطن عرفة وذلك في حجة الوداع : " ألا إن كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع " ، وهذا القول مجاز والمراد به إذلال أمر الجاهلية وحط أعلامها ونقض أحكامها ، كما يستذل الشئ الموطوء الذي تدوسه الأخامص [5] الساعية والاقدام
[1] اللجين : الفضة ، والنضار : الذهب ، والنفط الزيت يستخرج منه البترول ، والقار : القطران . [2] ويجب : أي لا يلزم ، يقال وجب الشئ : لزم . [3] النحائز جمع نحيزه : وهي الغريزة . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الناس بالمعادن في أنها تحتاج في معرفتها إلى بحث وفي اختلاف طبائعها إلى نظر ، وحذف وجه الشبه والأداة ، والأصل الناس كالمعادن . [5] الأخامص جمع أخمص : وهو مالا يصيب الأرض من باطن القدم .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 135