نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 133
وفي إقامة الحدود على اللاجئ إلى الحرم خلاف بين العلماء ، ليس هذا موضع ذكره ، ولابد أن يوفيه تعالى ما يستحقه من العقاب في دار الجزاء ، إلا أن يكون منه توبة يسقط بها عقابه أو طاعة عظيمة تصغر معها معصيته ، فالحرم لا يمنع من العذاب وإنما يمتنع الله سبحانه من فعله باللاجئ إليه والعائذ به للعلة التي ذكرناها ، فلما كان الله تعالى إنما يفعل ذلك لأجل الحرم جاز أن ينسبه إليه على طريق المجاز وعادة الاتساع [1] . 99 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " أوثق العرى كلمة التقوى " وهذه استعارة لأنه عليه الصلاة والسلام جعل التقوى كالعروة التي يتعلق بها فتنهض من المعاثر وتنجى من المزال والمزالق ، لان المتقى لله سبحانه يأمن من نقماته وينجو من سطواته فيكون كالممسك بعروة الحبل المتين ، والمستند إلى النضد [2]
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة مكنية ومجاز عقلي . أما الاستعارة المكنية : فهي أن في قوله " أديم السماء " تشبيها للسماء بالحيوان الذي له جلد ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه ، وهو الأديم على طريق الاستعارة بالكناية ، وفي إضافة الأديم إلى السماء استعارة تخييلية . وأما المجاز العقلي : فهو إسناد منع العذاب إلى الحرم ، وإنما الذي يمنع العذاب هو الله تعالى بسبب الحرم ، ففيه إسناد الفعل إلى سببه ، ومنع العذاب تأجيل الحد ، أو تأجيل القتل يسبب الالتجاء إلى الحرم . [2] النضد : الجبل والأمين الذي يأمن من يستند إليه من أن يؤتى من وراء ظهره .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 133