responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 127


94 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام للرجل الذي قال لبعض الصحابة : إن فتح الله عليكم الطائف فسل النبي عليه الصلاة والسلام أن يهب لك نادية بنت غيلان بن سلمة ، فإنها إذا قامت تثنت ، وإذا تكلمت تغنت ، في كلام طويل بلغه عليه الصلاة والسلام عنه ، وكان هذا الرجل من مخنثي المدينة ، فقال عليه الصلاة والسلام : " لقد غلغلت النظر يا عدو الله " ، وفي هذا الكلام استعارة ، لان غلغلة الشئ هو إدخاله في شئ حتى يلتبس به ويصير من جملته ، وذلك لا يصح في نظر الانسان إلا عن طريق الاتساع والمجاز ، فكأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن هذا الانسان بلغ بنظره من محاسن هذه المرأة إلى حيث لا يبلغ ناظر ولا يصل واصل ، فكان كالشئ المتغلغل الذي يدق مدخله ويلطف مسلكه ويبعد متولجه [1] . وروى لنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي الفارسي في كتابه الموسوم بالايضاح إجازة ، وأنشدناه الشيخان أبو الفتح وأبو الحسن النحويان ملافظه قول الشاعر :
طلين بكديون وأشعرن كرة * فهن إضاء صافيات الغلائل [2]



[1] متولجه : مدخله ، ومن ذلك قوله تعالى : " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل " أي يدخل كلا منهما في الآخر .
[2] يصف الشاعر الدروع ، فيقول إنها دروع ثمينة جيدة ، لأنها طليت بعكر الزيت ، وحميت به في النار حتى صفت ، وجليت بتراب البعر حتى لمعت ، فهي وضيئة صافيات البطائن التي تبطن بها ، فإضاء أصلها وضاء ، قلبت الواو همزة جوازا لأنها في أول الكلام ولا مقتضى لوجوب قلبها .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست