responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 126


أنه أتعبه واستنفد طاقته ، فعلى هذا التأويل يكون معنى كد الرجل وجهه بالمسائل أنه لكثرة بذله في السؤال وطلب ما في أيدي الرجال قد أجراه مجرى المطية التي يحضرها بكثرة الحل والترحال وقطع المسافات الطوال . والتأويل الآخر : أن يكون الكد مأخوذا من استقصاء النزح ماء الركية [1] حتى يبلغ حمأتها [2] ويستنفد غمرتها [3] يقال : كد الركية واكتدها إذا فعل ذلك بها قال الشاعر :
أمص ثمادى والمياه كثيرة * أعالج منها حقرها واكتدادها [4] ويكون قول القائل على هذا التأويل : كددت فرسى ، أي اعتصرت مادته واستقصيت ما عنده ، فيكون كد الوجه على هذا القول يراد به اعتصار مائه واستقطار حياته . ومن المتعارف بيننا أن يقول القائل إذا أراد هذا المعنى : قد هرقت [5] ماء وجهي بكثرة الطلب إلى فلان ، والرغبة فيما عند فلان [6] .



[1] الركية : البئر .
[2] حمأة البئر طينتها ، أي نزح ماء البئر جميعها حتى وصل إلى الطين الموجود في قعرها .
[3] غمرتها : معظم مائها .
[4] الثماد : الماء القليل ، والحقر : قليل الشأن ، واكتداد : المياه استخراج غايتها حتى لا يبقى شئ منها كما سبق في كد البئر .
[5] هرقت الماء وأرقته : صببته ، وباللغة العامية ( كببته ) .
[6] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه السؤال بالكد وهو إتعاب الفرس أو استنزاف ماء البئر ، لان في السؤال إتعابا للوجه بكثرة تعريضه للمسئول على المعنى الأول واستنزاف حياته للقائل لماء البئر على المعنى الثاني .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست