نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 106
يجمع السلك فرائد النظام [1] ، لان الانسان الكثير الحياء يحجم عن مواقعة المعاصي ، ومطاوعة المغاوى ، فإذا قل حياؤه تفرق جماع [2] إيمانه ، فأشبه السلك في أنه إذا انقطع تهافتت خرز نظامه ، وهذا المعنى أراده الشاعر بقوله : يعيش المرء ما استحيا بخير * ويبقى العود ما بقي اللحاء [3] وليس ينافي هذا الحديث الحديث الآخر ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام " الحياء شعبة من الايمان " فإنه لا يمتنع أن يكون شعبة منه ويكون مع ذلك نظاما له [4] . 74 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " منبرى هذا على ترعة من ترع الجنة " ، وقد قيل في تفسير الترع ثلاثة أقوال : أحدها : أي يكون اسما للدرجة . والثاني : أن يكون اسما للروضة على المكان العالي خاصة . والثالث : أن يكون اسما للباب ، وفي
[1] النظام : كل خيط يسلك فيه لؤلؤ ونحوه ، والمراد فرائد اللؤلؤ التي تنظم في الخيط . [2] كل ما تجمع وانضم بعضه إلى بعض فهو جماع كرمان . [3] اللحام بوزن كتاب : قشر الشجر ، والمراد أن العود يبقى ما بقي لحاؤه وقشره لأنه يحفظه . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة ، حيث شبه الحياء بالخيط الذي يجمع فيه اللؤلؤ ، واستعمل اسمه وهو " نظام " في المشبه به وهو الحياء على طريق الاستعارة التصريحية . ووجه الشبه أن السلك يجمع حبات اللؤلؤ ، والحياء بجمع خصال الايمان .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 106