responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 104


تجيب [2] : " إني لأرجو أن تموت جميعا ، فقال : أوليس الرجل يموت جميعا يا رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام تتشعب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا فلعل أجله يدركه في بعض ذلك فلا يبالي الله في أيها هلك " ، وفي هذا الكلام مجازان أحدهما قوله عليه الصلاة والسلام :
إني لأرجو أن تموت جميعا لان الانسان لا يموت إلا جميعا ، وإنما أراد إني لأرجو ألا يدركك الموت ، وهمومك متقسمة ، وأهواؤك متشعبة ، فكان يكون متفرقا بتفرق أهوائه ، ومتشعبا بتشعب آرائه . والمجاز الآخر : قوله عليه الصلاة والسلام في أودية الدنيا ، وهذه استعارة عجيبة ، لأنه شبه اختلاف طرائق الدنيا ومذاهبها ، وتباين أحوالها ونوائبها بالأودية المختلفة . فمنها البعيد والقريب ، والمخصب والجديب ، والواسع والضيق ، والمنجى والمعطب ( 2 ) .
72 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وهو يعنى المدينة :
" أسكنت بأقل الأرض مطرا ، وهي بين عيني السماء : عين


( 1 ) تجيب بن كندة : بطن من بطون العرب .
[2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث مجازى عقلي واستعارة . أما المجاز العقلي : فهو إسناد جميعا إلى ضمير الشخص ، والمراد أهواؤه ورعبناته لان جميعا بمعنى مجموع ، فهو فعيل بمعنى مفعول ، والعلاقة الظرفية ، لان الانسان موضع لرغبائه والاستعارة في قوله " أودية الدنيا " والمراد أحوالها حيث شبهت أحوال الدنيا بالأودية في تشعبها وقربها وبعدها ، واستعير اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست