نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 103
تعرض للناس جهنم كأنها سراب . . .
إني لأرجو أن تموت جميعا . . . " خطاب لرجل من وفد تجيب "
أي أفسد سهيل اللبن ففسد ، فعبر عن إفساده له ببوله فيه ، تشبيها بالبائل في الماء ، لأنه يفسد عذبه ، ويمنع شربه [1] . 70 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " تعرض للناس جهنم كأنها سراب [2] يحطم بعضها بعضا " ، وهذا مجاز لأنه عليه الصلاة والسلام أراد شدة احتدامها والتفاف ضرامها ، فكأن بعضها يحطم بعضا : أي يهده ويهيضه ، والحطم : الكسر . وقد يجوز أن يكون المراد أنها تحطم أبدان المعاقبين بها ، وجعلهم بعضها لأنهم خالدون فيها غير خارجين منها [3] . 71 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لرجل من وفد
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية حيث شبه إغواء الشيطان لهذا النائم عن صلاته ، ببوله في أذنه ، بجامع الافساد في كل ، واشتق من البول بمعنى الاغواء ، بال بمعنى أغوى على طريق الاستعارة التبعية ، ويجوز أن يكون كناية عن إفساده ، لان الاغواء والبول في الاذن إفساد . [2] السراب : ما يراه الانسان نصف النهار ، كأنه ماء وليس بماء ، والمراد بتشبيهها بالسراب أن لها لمعانا من شدة حرارتها ، وهي تغلى وينقلب بعضها على بعض ، كأنه يحطمه ويكسره ، والمراد من التشبيه شدة حرارة النار وشدة غليانها وقوتها ، تخويفا لمن يراها من الناس . [3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه مرسل ذكرت فيه الأداة وحذف وجه الشبه وهو اللمعان والاخذ بالابصار .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 103