نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 102
بذلك ، لان في حسن المخالقة [1] تجديدا لمخلقها [2] ، وإحكاما لما وهي من علائقها ، ومثل ذلك قول الكميت الأسدي : نضحت أديم الود بيني وبينهم * بآصرة [3] الأرحام لو يتبلل 69 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لرجل قيل له : إنه نام عن الصلاة حتى أصبح : " ذاك رجل بال في أذنه الشيطان " ، وهذا مجاز لأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن الشيطان تهكم به وسخر منه ، لأنهم يقولون ذلك فيمن ظهر اختلاله ، وبان انحلاله ، وأصله مأخوذ من الافساد ، فكأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن الشيطان قد أفسده وفسخ عقده [4] ، وعلى ذلك قول الشاعر : إذا رأيت أنجما من الأسد * جبهته أو الخرات والكتد [5] بال سهيل في الفضيخ ففسد * وطاب ألبان اللقاح وبرد [6]
[1] المخالقة : هي المعاشرة بخلق حسن ، يقال : خالفهم إذا عاشرهم بخلق حسن . وأراد الشريف بها هنا مطلق المعاشرة . [2] المخلق : بضم الميم وفتح اللام : الذي ابلى واستنفدت جدته فصار باليا ، والمعنى تجديد البالي من المعاشرة . [3] آصرة الأرحام : صلة الأرحام ، لان الآصرة تطلق على الرحم وعلى القرابة ، وعلى المنة والعطية . [4] فسخ عقده : لما تغلب الشيطان على هذا الشخص ومنعه من صلاة الصبح كان كأنه تسبب في فسخ العقد الذي بينه وبين ربه على الطاعة والصلاة في أوقاتها . [5] الأسد : برج من أبراج النجوم ، والجبهة والخراث والكند : نجوم . [6] سهيل : نجم ، والفضيخ : اللبن المخلوط بالماء . والمراد أنه إذا ظهرت هذه النجوم فسد اللبن المذكور وطاب اللبن الجيد ، وبرد : أي صار سائغا مقبولا محبوبا .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 102