نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 9
على تحصيل العلم وآواني في الحجرة التي كانت تخصه في المدرسة المعروفة بالمدرسة القزونية ، فاشتغلت بالعلوم المعتادة في أيامنا بين المحصلين ، ولكن بمقتضى سجيتي وما ارتكز في فطرتي وغرس في قلبي كان إلمامي بكتب التفسير والكلام والحديث والتاريخ أكثر ، ونشاطي بها أتم ، وولعي وشوقي إليها أشد وآكد ، وكنت مكبا على المعجزة العلوية الخالدة أعني كتاب " نهج البلاغة " فجعلته سمير ليلي وأنيس نهاري ، وصاحب وحدتي وكاشف همي وكربتي ، وكلما كررت في مطاويه النظر ، وأمعنت في مضامينه الفكر ، زدت ايمانا على ايمان بأنه قبس من الأنوار العلوية ، وغيض من فيض بحار العلوم المرتضوية ، وندى من اقيانوس علوم الدين ، ورشحة من معارف السيد الوصيين ، وخليفة سيد المرسلين ، ومهما سبرت كتب الاخبار ، وتصفحت جوامع الأدب والآثار وثقفت التفاسير والتواريخ ، عثرت له على مصادر وثيقة ، ومدارك قوية قويمة قديمة ، وكلما اطلعت على كتب المعرضين عن أمير المؤمنين ، وتأملت كلمات المنحرفين عنه وأساطيرهم ، رأيت البغضاء مجسمة ، والشحناء ممثلة ، والمحادة مجسدة ، والشنان قد تجاوز النهاية ، والمعاداة مسفرة ، والمكابرة متراكمة ، والمشاقة ملموسة ، فعرض لي من البهر والدهشة والحيرة ما لا يوصف ، إذ لم أجد - ولن يوجد أبدا - مثل كتاب نهج البلاغة حقيقة نيرة أوقدت من شجرة طيبة مباركة علوية - أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين ، ويكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ، ويوشك نورها أن يعبق العالم ، ويفيق قاطنيه من الاغماء ، ويخلصهم من الدواهي واللاواء - وهو مع هذا مورد النقاش والاستنكار ، ! ! وكيف يمكن النقاش فيه وقد اكتنفته الشواهد الداخلية والخارجية ، وحفت به المعاضدات اللفظية والمعنوية ، ولفت به القرائن الحالية والمقالية ، وجل ما فيه مما أجمع واتفق على روايته علماء السنة والامامية ، وهل يمكن ستر الشمس بالكف ، أو يتيسر إخماد نور الله بالنفث ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الفاسقون ، وكيف
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 9