نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 190
ولتغربلن غربلة [6] ولتساطن سوطة القدر [7] حتى يعود أسفلكم أعلاكم ، وأعلاكم أسفلكم [8] وليسبقن سابقون كانوا قصروا ، وليقصرن سابقون كانوا سبقوا [9] والله
[6] أي لتخلطن أبراركم وأشراركم ثم تنخلن كنخل الدقيق والحنطة ليميز الخبيث من الطيب ، يقال : " بلبل الأمير قومه بلبلة وبلبالا " . هيجهم . أوقعهم في الهم . والألسنة : خلطها . والأمتعة فرقها . والآراء : أفسدها . و " تبلبل " مطاوع بلبل ، وكل واحد من المعاني يصح إرادته هنا ، وإن كان إرادة بعضها - كالاختلاط والتفرقة والافساد - أوضح . ويقال : " غربل زيد الحنطة غربلة " : نخلها . والشئ : قطعه . فرقه . والقوم قتلهم وطحنهم . البلد : كشف حال من بها . وغربل في الأرض " : ذهب فيها . [7] وفي النهج وكثير من المصادر : " ولتساطن سوط القدر " وهذه الفقرة أيضا في معنى الفقرتين المتقدمتين وتزيد عليهما في إفادة معنى التقلب والثوران أي ولتخلطن كخلط ما في القدر من الأجناس المختلفة عند طحنها وغليان القدر ، وضرب ما فيه بالمحراك وآلة الاختلاط ، يقال : " ساط زيد القدر - من باب قال - سوطا " : خلطه . قلبه ظهرا لبطن . [8] هذا تصريح وتفصيل لما يستفاد من الفقرات المتقدمة ، إذ من لوازم الغربال والسوط - أي التقلب - صيرورة الاعلى أسفلا وعكسه . [9] وفي المختار : ( 16 ) من نهج البلاغة : " وليقصرن سباقون كانوا سبقوا " أي وليسبقن ويسار عن إلى مرضاة الله سابقون كانوا قبل ذلك مقصرين في طاعة الله ومرضاته ، بطيئين في إجابته متساهلين في امتثال أوامره - كعدي بن حاتم وأمثاله فإنهم تأخروا عن إجابة رسول الله حتى رأوا الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، ولكنهم استقاموا في نصرة أمير المؤمنين عليه السلام - وليقصرن عن مرضاة الله ويبطئن عن نصرة دين الله من كان قبل ذلك مسارعا إليه مشمرا في إعلائه مجدا في اتساعه ، وذلك مثل الزبير وأمثاله ، فإنه كان في بدء الاسلام حتى يوم السقيفة مبادرا إلى الخيرات ، ومخاصما لأهل الأهواء والبدع ، ولكن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام أخلد إلى أرض الشهوات فاتبع هواه فصار من المهلكين .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 190