responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي    جلد : 1  صفحه : 189


و [ إن ] أول قتيل قتله الله عناق ، وكان مجلسها جريبا في جريب [2] وكان لها عشرون إصبعا ، في كل إصبع ظفران مثل المنجلين [3] فسلط الله عليها أسدا كالفيل ، وذئبا كالبعير ، ونسرا مثل البغل فقتلوها [4] وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا ، وأمات هامان وأهلك فرعون ، وقد قتل عثمان .
ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه [5] صلى الله عليه وآله ، والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ،



[2] الجريب - بفتح الجيم - ويجمع على أجربة وجربان - كرغيف وأرغفة ورغفان - قيل : هو في الأصل اسم للوادي ، ويستعار للقطعة المتميزة من الأرض ، ويختلف مقدارها بحسب مقدار الأقاليم ، كاختلافهم في مقدار الرطل والكيل والذراع . وقد تقدم عن الطريحي في المجمع أنه قال : وقدر الجريب بستين ذراعا في ستين . وقيل : هو عشرة أقفزة كل قفيز منها عشرة أعشرا .
[3] تثنية المنجل - بكسر الميم كمبرد - : آلة القضب والحصاد .
[4] وفي رواية كمال الدين ابن ميثم ( ره ) : " ونسرا كالحمار ، وكان ذلك في الخلق الأول فقتلها ، وقد قتل الله الجبابرة على أسوء أحوالهم " .
[5] إن بلية العرب يوم بعث الله النبي - صلى الله عليه وآله - التي أهلكتهم هي العصبية العمياء والحمية الجاهلية ، وتفرد كل قبيلة بآرائها المنبعثة عن الخرافات الوهمية والعادات الطائفية ، والمنافع الشخصية الخيالية ، وعدهم الجري على عادات غيرهم - كائنا من كان - عارا وشنارا ، ولذا تفرد كل قبيلة بصنم تعبده وتشركه في العبادة مع الله تعالى ، وهذه البلية قد تكونت ثانية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنها كانت ضعيفة ، وكلما تجدد لوالي المسلمين نظر ورأي في قبال الأحكام الإلهية والقوانين الشرعية ، تجددت للبلية قوة ، فزادت قوة بعد قوة حتى ترعرعت في أيام عثمان لكثرة نهمته وشدة حرصه في منافع شخصه وإشباع غرائز قومه ، وحملهم على رقاب المسلمين ، وحين قتل عثمان كانت هذه البلية في أوان شبابها وغاية قوتها واستحكامها ، ولذا كانت أم المؤمنين عائشة تقول - لما بلغها قتل عثمان : - إيها ذا الإصبع ، ولما بلغها بيعة أمير المؤمنين قالت : ليت السماء وقعت على الأرض - أو ما في معناه - ومن أجلها قال كل واحد من طلحة والزبير لأمير المؤمنين : نبايعك على أنا شركاؤك في الامر . قال عليه السلام : لا . وقال معاوية : إن أقرني على الشام ولم يعزلني بايعت له .

نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست