نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 15
وليتذكر أيضا بأنا لا نقتصر على خصوص كلمه عليه السلام البليغة ، وألفاظه الرشيقة ، وإن كان جل ألفاظه أقواله مذهبا برونق الفصاحة ، ونوع كلمه مطلى بماء البلاغة ومحلى بحلية الايجاز [11] بل نذكر كل ما اشتمل على معنى بديع ، أو إثبات حق أو إبطال باطل ، أو يتضمن الارشاد إلى مصلحة مهمة ، أو ما ينفر عن وجوه العناء والشقاء ، أو يتعرض الدلالة على أمر جليل وخطب عظيم عامة الناس عنه غافلون ، وصار بينهم نسيا منسيا ، وبالجملة نذكر من كلمه عليه السلام ما كان مقربا إلى السعادة وموجباتها ، ومبعدا عن الشقاوة وموبقاتها ، سواء كان بليغا - كما هو الشأن في أغلب ما صدر عنه عليه السلام - أم لا يكون كذلك ، وما قيمة البلاغة في قبال السعادة وموجباتها ؟ ! وفي جانب التخلص من الشقاوة وموبقاتها ، وفي حذاء انجاء النفوس من الهلكات ، وإحيائها من مرديات الهوى وسكر متاع الحيات الدنيا ، وهل البلاغة إلا زينة الحياة الدنيا ، وزخرف دار الفناء ، وزهرة أيام التظاهر والتعارض ! ! ! وليعلم أيضا أنا لاحظنا الترتيب في كلامه عليه السلام [12] فقدمنا ما هو أقدم صدورا وأسبق حدوثا في عالم الخارج - ولو بحسب التقريب والظن - فرتبنا ما اخترناه من كلمه الأول فالأول ، بحسب ما عثرنا عليه وشهد الشاهد الداخلي - كمضمون الكلام أو سنده - ، أو الشاهد الخارجي والقرينة المنفصلة على زمان صدوره وأوان إلقائه وتكلمه به ، ليتسلسل كلامه بحسب الترتيب والتأليف كتسلسله بحسب الصدور والبروز في نفس الامر وعالم الخارج
[11] هذا إذا أريد من البلاغة معناها المتفاهم العرفي ، وإن أريد بها ما فسره البيانيون من أنها : " مطابقة الكلام لمقتضى الحال " . فكلمه عليه السلام كلها بليغة . [12] وهذا الترتيب اخترناه بعد نشر باب الوصايا كما أنه لم يلاحظ في الباب الخامس وقصار كلمه عليه السلام هذا المعنى . وهو الأسلوب الثالث الذي استقر عليه عزمنا أخيرا بعدما كنا رتبنا الكتاب على أسلوبين آخرين . أحدهما أسلوب نهج البلاغة وثانيهما : تأخير السند عن ذكر كلامه مثل تأخير المصدر المأخوذ منه وغيره عنه .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 15