نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 11
وبعدما اطلعت على صنيع المنحرفين ، وسجية المعرضين عن أمير المؤمنين ، وصرت من مشاقتهم من المتعجبين ، ورأيت الأصدقاء متخاذلين ، والسواد الأعظم من المؤمنين متكاسلين ، وعن إحقاق الحق وإبطال الباطل قاصرين ، وألد الخصوم علينا متحاملين ، بدا لي أن أجمع لكتاب نهج البلاغة ما اطلعت عليه من الأسانيد الوثيقة ، والمصادر المعتبرة القويمة ، أداء لبعض ما يجب على العلماء ، من إرشاد الجهال ، وإبطال كيد المبطلين والضلال ، وتدعيم الحقائق ، وتوطيد الوثائق ، علما بأن في الجمع المذكور إحقاقا للحق ، وإبطالا للباطل ، ولفتا لأنظار أهل الحق بأن في هذا العمل تشييد الأصول الاعتقادية ، وترويج المسائل العملية ، وترميم المكارم الأخلاقية ، وتعزيز القوانين الاسلامية ، وتأييد للمستقلات العقلية . ولما شمرت عن ساعد الجد والاجتهاد ، وخضت في جوامع كتب علمائنا الأخيار ، وألممت ببعض ما حضرني من كتب أهل السنة - مع قلة مقدرتي عليها وشدة حاجتي إليها - رأيت أن ما فات عن السيد الرضي ( ره ) - أو تركه - من كلم أمير المؤمنين عليه السلام لا يقل عما جمعها وذكرها [7]
[7] بل ما فات منه - أو ما تركه على زعم بعض - أكثر ، وقبل أن ترى صدق ما قلناه برأي العين بمشاهدة ما في كتابنا - نهج السعادة - نوطد دعوانا بما ذكره جماعة من ثقات أهل النقل من المحدثين والمؤرخين فنقول : قال أبو عمر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الاستيعاب - المطبوع بهامش كتاب الإصابة : ج 3 ص 1111 - : وخطبه ( عليه السلام ) ومواعظه ووصاياه لعماله كثيرة مشهورة وهي حسان كلها . وقال الحسن بن علي بن شعبة - من أعلام القرن الرابع - في الباب الأول من مختار كلم أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب تحف العقول ص 43 : لو استغرقنا جميع ما وصل إلينا من خطبه وكلامه في التوحيد خاصة دون ما سواه من المعاني لكان مثل جميع ( ما في ) هذا الكتاب الخ .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 11