responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرة إلى الغدير نویسنده : المروج الخراساني    جلد : 1  صفحه : 48


وهي كدستور فيها تعاليم وإرشادات إلى مناهج الخدمة للمجتمع ، وتنوير أفكار المثقفين وتوجيهها إلى طرق النشر والدعاية ، ودروس في توطيد أسس المذهب ، وكيفية احتلال روحيات البلاد وقلوب العباد ، وبرنامج في صرف مال الله ، وتلويح إلى أهم موارده .
تعرب عن هذه الفكرة المشكورة إيصاء الإمام الباقر ابنه الإمام الصادق عليهما السلام بقوله : ( يا جعفر ! أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى [1] . وفي تعيينه عليه السلام ظرف الندبة من الزمان والمكان لأنهما المجتمع الوحيد لزرافات المسلمين من أدنى البلاد وأقاصيها من كل فج عميق ، وليس لهم مجتمع يضاهيه في الكثرة ، دلالة واضحة على أن الغاية من ذلك إسماع الملأ الديني مآثر الفقيد ( فقيد بيت الوحي ) ومزاياه ، حتى تنعطف عليه القلوب ، وتحن إليه الأفئدة ، ويكونوا على أمم من أمره ، وبمقربة من اعتناق مذهبه ، فيحدوهم ذلك بتكرار الندبة في كل سنة إلى الالتحاق به ، والبخوع لحقه ، والقول بإمامته ، والتحلي بمكارم أخلاقه ، والأخذ بتعاليمه المنجية . وعلى هذا الأساس الديني القويم أسست المآتم والمواكب الحسينية ليس إلا .
ونظرا إلى المغازي الكريمة المتوخاة من الشعر كان شعراء أهل البيت ممقوتين ثقيلين جدا على مناوئيهم ، وكانت العداء عليهم محتدمة ، والشحناء لهم متشزنة ، وكان حامل ألوية هذه الناحية من الشعر لم يزل خائفا يترقب ، آئسا من حياته مستميتا مستقتلا ، لا يقر له قرار ، ولا يأواه منزل ، وكان طيلة حياته يكابد المشاق ، ويقاسي الشدائد من شنق وقتل وحرق وقطع لسان وحبس وعذاب وتنكيل وضرب وهتك حرمة وإقصاء من الأهل والوطن إلى شدائد أخرى سجلها



[1] رواه بطريق صحيح رجاله ثقات شيخنا الكليني في الكافي : ج 1 ص 360 ( غ 2 / 21 )

نام کتاب : نظرة إلى الغدير نویسنده : المروج الخراساني    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست