نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 435
ومناقب منك ، وأقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله قرابة وقدمة في حياته ، وقد أوعز إليكم ، فتركتم قوله وتناسيتم وصيته ، فعما قليل يصفو لك الأمر ، حين تزور القبور وقد أثقلت ظهرك من الأوزار ، لو حملت إلى قبرك لقدمت على ما قدمت ، فلو راجعت الحق وأنصفت أهله لكان ذلك نجاة لك يوم تحتاج إلى عملك وتفرد في حفرتك بذنوبك ، وقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا ، فلم يردعك ذلك عما أنت له فاعل ، فالله الله ! في نفسك ، فقد أعذر من أنذر . ثم قام المقداد بن الأسود - رحمه الله - فقال : يا أبا بكر ! إربع على نفسك ، وقس شبرك بفترك ، والزم بيتك ، وابك على خطيئتك ، فإن ذلك أسلم لك في حياتك ومماتك ، ورد هذا الأمر إلى حيث جعله الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله ، ولا تركن إلى الدنيا ، ولا يغرنك من قد ترى من أوغادها ، فعما قليل تضمحل دنياك ، ثم تصير إلى ربك فيجزيك بعملك ، وقد علمت أن هذا الأمر لعلي ، وهو صاحبه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد نصحتك إن قبلت نصحي . ثم قام بريدة الأسلمي فقال : يا أبا بكر ! نسيت أم تناسيت ؟ أم خادعتك نفسك ؟ أما نذكر إذ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمنا على علي بإمرة المؤمنين ونبينا بين أظهرنا ؟ فاتق الله ربك ، وأدرك نفسك قبل أن لا تدركها ، وأنقذها من هلكتها ، ودع هذا الأمر وكله إلى من هو أحق به منك ، ولا تماد في غيك ، وارجع وأنت تستطيع الرجوع ، وقد منحتك نصحي وبذلت لك ما عندي ، وإن قبلت وفقت ورشدت .
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 435